صباح الخير يا حارة
( مسيرها تروق وتحلي ويطلع م الفسيخ شربات )
صباح جديد في حواري القاهرة الحزينه , أصوات أطفال يهندمون ملابسهم مسرعين إلي مدارسهم
وتجرهم أمهاتهم جرا والنوم لم يفارق أعينهم الصغيرة , وأنا أقف لأرشف من عطرالصباح المعطر ونسائم حانيه تمر
علي وجهي خفيفه كريشه طائر انفرطت فتمايلت في الهواء حتي أستقرت علي الأرض بعد وقت هو بالنسبة للسقوط
طويل , أتابع كل هذة الأحداث وأنا وأضع في أذني سماعات " الموبايل " لأسمتعت ببعض أغاني محمد منير أو علي
الحجار ولكن لم تتح لي الفرصة أن أسمع بوضوح فصخب الصباح الهاديء أختلط بالكلمات , وصوت الست
المتصاعد من المقهي وهي تجلجل قائلة " يا صباح الخير ياللي معانا ..الكروان غني وصحانا " يعلن صباحا جديدا ....
وتبدأ سيمفونية كل يوم بعراك أصحاب المعاشات مريدين المقهي و " الواد الصبي " وهو يحاول أن يرتب الكراسي
في وسط لعنهم لسنسفيل أهله لتأخره المعتاد في إحضار الطلبات , وهو يقول في همهمات أستطعت يوما أن اظفر
بسماعها و " أنا هعملكم ايه ما انتو الي صيع ونايمين ف الشارع " ...وتنتهي النهاية المكررة ..بصوت المعلم
وهو يأتي من بعيد مسرعا ويسمع الشكوي من " الواد الصبي " فيهم " بلطشه قلم " ساخن علي خده ...ويتابع في لعنه
وسبه وهو المسكين لا يصد ولا يرد خوفا من ضياع " لقمة العيش " ..حاولت كثيرا أن أحدث المعلم في ساعة صفا
ولكن صوته الأجش ولهجته المتعجرفه وعقله " الزنخ " لم يسمح لي أبدا أن أكمل معه نقاش ....
لم يكن العراك المعتاد هو ما لفت إنتباهي , ولكن أصوات " الولولة والشحتفه " التي صدرت من البيت المجارو
لتعلن إنتقال إحدهم إلي جوار ربه هي المصيبة التي أصابت الحارة بالفزع الأكبر ,, وأستغرقت أبنته في لطم الخدود
و" الرقع بالصوت " في وسط الحارة وكأنها تقول " ياللي ما شفتش شوف " ....أعترضت كثير علي فعلتها في نفسي
ولكن عدلت عما كان في نفسي من ظن , فهي معذورة فماذا أتوقع من فتاة تربت بثقافة الحارة الشعبية ..أن تقول
غير " يا لهوي ويا خرابي " .....
دعك من كل هذا ...فقد كان أبوها رجل سوء .., ونظرات الجميع كانت تقول " في داهيه كلب وراح "
كنت أكرهه هذا الرجل صاحب الطلعه " المهببه " ولكن أستغفرت الله ولم أجد من الكلمات ما أقوله إلا " الله يرحمه " ..
إنقطعت "ولولة " الفتاة بخروج خطيب مسجدنا الهمام الذي يحترمه الجميع في الحارة ..وهو بالأصل "جاهل "
لا يفقه شيئا في دين الله غير مقدمة خطبة الجمعة المحفوظة التي يرددها و" يلطعنا اي كلمتين في النص " ..
وهو ينهاها عن ما تفعل قائلا " يا بتني هما تلت مرات بس دي السُنة " يقصد بالطبع "الولولة "..ولا أعلم من أين أتي
بالثلاث مرات ..كادت رأسي أن تنفجر وكدت أن أقفز متقمصا دور سوبر مان ..ولكن تذكرت مصير هذا الشاب الذي
زار مسجدنا يوما ما وأعترض علي كلام الشيخ الجاهل فكان مصيره سباب وشتم وتجهيل ولم نره مرة أخري
....فأحتفظت بلساني في فمي ....
"رنة منبه " أيقظت عقلي الشارد في حال الحارة البائسه فإذا بها التاسعة صباحا فأنتفضت مسرعا ....
فستأخر علي عملي , واغلقت "الشيش " لألقي بكل صور البؤس و ثقافة " الحواري " داخل مستنقعات المجاري التي لا
تنقطع من تزيين الحارة ..مستعدا للذهاب الي عملي في الحي الراقي لأشعر " بنضافة " الحياة ....
تمت بحمد الله
( مسيرها تروق وتحلي ويطلع م الفسيخ شربات )
صباح جديد في حواري القاهرة الحزينه , أصوات أطفال يهندمون ملابسهم مسرعين إلي مدارسهم
وتجرهم أمهاتهم جرا والنوم لم يفارق أعينهم الصغيرة , وأنا أقف لأرشف من عطرالصباح المعطر ونسائم حانيه تمر
علي وجهي خفيفه كريشه طائر انفرطت فتمايلت في الهواء حتي أستقرت علي الأرض بعد وقت هو بالنسبة للسقوط
طويل , أتابع كل هذة الأحداث وأنا وأضع في أذني سماعات " الموبايل " لأسمتعت ببعض أغاني محمد منير أو علي
الحجار ولكن لم تتح لي الفرصة أن أسمع بوضوح فصخب الصباح الهاديء أختلط بالكلمات , وصوت الست
المتصاعد من المقهي وهي تجلجل قائلة " يا صباح الخير ياللي معانا ..الكروان غني وصحانا " يعلن صباحا جديدا ....
وتبدأ سيمفونية كل يوم بعراك أصحاب المعاشات مريدين المقهي و " الواد الصبي " وهو يحاول أن يرتب الكراسي
في وسط لعنهم لسنسفيل أهله لتأخره المعتاد في إحضار الطلبات , وهو يقول في همهمات أستطعت يوما أن اظفر
بسماعها و " أنا هعملكم ايه ما انتو الي صيع ونايمين ف الشارع " ...وتنتهي النهاية المكررة ..بصوت المعلم
وهو يأتي من بعيد مسرعا ويسمع الشكوي من " الواد الصبي " فيهم " بلطشه قلم " ساخن علي خده ...ويتابع في لعنه
وسبه وهو المسكين لا يصد ولا يرد خوفا من ضياع " لقمة العيش " ..حاولت كثيرا أن أحدث المعلم في ساعة صفا
ولكن صوته الأجش ولهجته المتعجرفه وعقله " الزنخ " لم يسمح لي أبدا أن أكمل معه نقاش ....
لم يكن العراك المعتاد هو ما لفت إنتباهي , ولكن أصوات " الولولة والشحتفه " التي صدرت من البيت المجارو
لتعلن إنتقال إحدهم إلي جوار ربه هي المصيبة التي أصابت الحارة بالفزع الأكبر ,, وأستغرقت أبنته في لطم الخدود
و" الرقع بالصوت " في وسط الحارة وكأنها تقول " ياللي ما شفتش شوف " ....أعترضت كثير علي فعلتها في نفسي
ولكن عدلت عما كان في نفسي من ظن , فهي معذورة فماذا أتوقع من فتاة تربت بثقافة الحارة الشعبية ..أن تقول
غير " يا لهوي ويا خرابي " .....
دعك من كل هذا ...فقد كان أبوها رجل سوء .., ونظرات الجميع كانت تقول " في داهيه كلب وراح "
كنت أكرهه هذا الرجل صاحب الطلعه " المهببه " ولكن أستغفرت الله ولم أجد من الكلمات ما أقوله إلا " الله يرحمه " ..
إنقطعت "ولولة " الفتاة بخروج خطيب مسجدنا الهمام الذي يحترمه الجميع في الحارة ..وهو بالأصل "جاهل "
لا يفقه شيئا في دين الله غير مقدمة خطبة الجمعة المحفوظة التي يرددها و" يلطعنا اي كلمتين في النص " ..
وهو ينهاها عن ما تفعل قائلا " يا بتني هما تلت مرات بس دي السُنة " يقصد بالطبع "الولولة "..ولا أعلم من أين أتي
بالثلاث مرات ..كادت رأسي أن تنفجر وكدت أن أقفز متقمصا دور سوبر مان ..ولكن تذكرت مصير هذا الشاب الذي
زار مسجدنا يوما ما وأعترض علي كلام الشيخ الجاهل فكان مصيره سباب وشتم وتجهيل ولم نره مرة أخري
....فأحتفظت بلساني في فمي ....
"رنة منبه " أيقظت عقلي الشارد في حال الحارة البائسه فإذا بها التاسعة صباحا فأنتفضت مسرعا ....
فستأخر علي عملي , واغلقت "الشيش " لألقي بكل صور البؤس و ثقافة " الحواري " داخل مستنقعات المجاري التي لا
تنقطع من تزيين الحارة ..مستعدا للذهاب الي عملي في الحي الراقي لأشعر " بنضافة " الحياة ....
تمت بحمد الله
هناك 5 تعليقات:
جامدة جدا يا بوها
انت عارف جامدة قد إيه؟
جامدة جمودية التنين .... الحزين D :D:
بسم الله ما شاء الله ، إلى اﻷمام دائما
لقد ذكرت بادئ ذي بدئ أن شوارع القاهرة حزينة فلم هي حزينة ؟
بالمناسبة لقد علمت أننا سنتكلم عن عام الحزن وسورة القارعة
وصف للواقع بكل تفاصيله
دمت مبدعا أم بوها
اكيد اسمي مش غريب ع حضرتك
nice try :)
يسعدني انك شرفتني يا بشمهندس خالد ..
نورت المدونة
إرسال تعليق