نحتاج إلي مزيد من العمق ؟
العبادات الروحانية الجميلة التي نؤديها كل يوم , هل نشعر بها حقا أم نؤدها لمجرد الأداء
أم نهتم بظاهرها وشكلها فقط ...أم نقصر أثرها علي الجانب الروحاني فقط ؟ , أم تنعكس علي سلوكنا وتغير أفكارنا فعلا ؟
الإزدواجية
من العجيب أن تجد شخصا يصلي ويذكر ويتضرع ويقرأ القرأن ومثلا يرتشي ؟
ومن العجيب أيضا أن تجد شخصا أخر يمارس نفس العبادات ويدخن ؟
هل هي إزدواجية ؟
بالطبع إزدواجية شديدة ليست عيبا في العبادة ولكن العيب في مؤديها الذي أفتقدها وأقتصر علي شكلها وتعامل معاها
تعامل مغلوط فلم تتأثر بها روحه ولم تتغير بها أفكاره , أو تأثرت بها روحه تأثيرا وقتيا أو تأثر روحانيا وفقط ولم ينعكس جوهر العبادة
علي أفكاره وسلوكه ...
مزيدا من العمق ؟؟
إن الإقتصار في الحديث عن التأثير الروحاني للعبادة يظلمها كثيرا , لا لشيء إلا لأن المعني مركب
فالعبادة التي تترك أثرا روحانيا عظيما تغير أيضا افكارا كثيرة فتتركب الفكرة مع العاطفة الصافية فيتنج فعلا أنيقا يليق بالمسلم الملتزم
إذا فالبحث عن الأثر الروحاني فقط يفقد العبادة سمة الإنعكاس علي السلوك وتغيير الأفكار , لذلك قد نجد أحد الأشخاص متأثر جدا بقيام الليل
في رمضان وينعكس علي سلوكه إنعكاس وقتي نتيجة لإشتعال عاطفته الجياشة ولكن بعد رمضان يعود كما كان لأن الأفكار مازلت كما هي
ما أقصده بالعمق ؟
أقصد بالعمق أن نعرف الفكرة التي تثيرها العبادة نفسها في نفوسنا وفي عقولنا فنشتعل معها ونعش في جوانبها وساعتها سنشعر بلذة حقيقة
لأننا سنلمس تغيير السلوك والأخلاق الناتج عن تلك العلاقة الروحانية الصافية التي غيرت أنفسنا من وإلي ..
مثال للتوضيح عن تجربة شخصية ...لم أكن أتلذذ بالذكر إلا بعد ما أنبهت عن طريق أحد احبائي لهذة اللمحة
إن البحث وراء مفهوم الذكر يحرك الكوامن والأفعال فمثلا الصحابي الجليل الذي كان مهموما وسأله النبي صلي الله عليه وسلم
فجاوب أنه مديون ولا يستطيع سداد دينه فعلمه النبي صلي الله عليه وسلم الدعاء المشهور
ألهم أني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ..
وهنا إذا وقفنا وقفة العلاقة الروحانية فقط سنقتصر علي قول الذكر والإحساس بحالة فريدة من الصفاء والنقاء ولكن بلا عمق ,
بل إن التسطيح الذي يصل بالذكر إلي مجرد عدادات للجمع الحسنات فقط يفقد الذكر روحانيته وعقله ...فيصبح مثل قراءة الجرنال
وبالعودة مع الكلمات نجد أن النبي صلي الله عليه وسلم ..جعل من الصحابي إنسانا أخر
فعلمه مبدأ الإستعانة بالله والإستعاذة من كل هم وغم وهي المشكلة الحالية ,,,,
وغاص معه في سبب المشكلة وهي الدين والسبب الحقيقي ليس الدين نفسه إنما هو نتيجة " للعجز والكسل "
بل وتقدم فعالج إشكالية قد تتنج عن حب العمل ألا وهي " الجبن والبخل " والتي قد تسبب الدين بدورها
وأخيرا السبب الرئيسي للهم والحزن " غلبة الدين وقهر الرجال "
فطن الصحابي لتلك المفاهيم وأنحلت عقدته , لو تعامل شخصا اخر بسطحية مع الذكر سيظل يردده وهو قابع في مكانه
ولن تنحل عقدته أبدا لانه لم يتعامل مع الذكر كما يستحق أن يتم التعامل معه ...وهكذا مع كل ذكر ..
ومع كل عبادة نحتاج إلي العمق حتي تنعكس علي سلوكنا ونكون بالفعل قدوة ..
ورمضان كريم ...نتقابل الإحساس الجاي
هناك تعليق واحد:
جزاك الله خيرا
إرسال تعليق